و ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيدة دنيا
في الجمعة العظيمة، التي كانت عظيمة حقاً، شارك الشعب السوري السيد المسيح آلامه…
قدمت سوريا حوالى 120 شهيداً على درب حق الشعب في الحرية وإبداء الرأي..
قدمت شباناً ورجالاً وأطفالاً في مختلف المدن السورية نذراً لحرية طالما حلمنا بها..
في الجمعة العظيمة هؤلاء الشهداء فدوا دمنا بدمائهم..
قاوموا الرصاص بصدورهم.. ودفعوا ماتوجب عليهم من ضريبة للحرية..
في الجمعة العظيمة، عَظُمَ شأن الشعب السوري حين اختار الانتفاض لحق الشهداء في محاكمة قاتليهم..
في الجمعة العظيمة صرخ الشبان بأعلى أصواتهم التي طغت على صوت الرصاص أن لا للصمت ولا لإغراق البلد بالكذب والفتنة..
في الجمعة العظيمة رأينا الخوف في عيون أدوات النظام وسلوكاتهم، خوف أفرغوه رصاصاً في صدور عزل.. والخشية أن ما أفرغوه هو الحقد..!!
في الجمعة العظيمة انكشفت الأكاذيب التي روج لها النظام كما انكشفت العصابات المسلحة التي تقتل الناس وتروعهم، تلك العصابات التي يرفض إعلامنا الكشف عنها كما يرفض الأمن ذكر أسماء من اعتقلهم منها (على ذمته).. فرأينا الناس كما رأى الجميع يحدقون في وجوه قاتليهم دون مهابة)
في الجمعة العظيمة سقط من إزرع وحدها 15 شهيداً، كما سقط في كافة البلدات والمدن السورية..
في صباح الجمعة العظيمة أحسست لأول مرة بالنفور من رجال الجيش الذين هجموا علي دفعة واحدة لأن في يدي موبايل أخذوه وبحبشوا فيه ليتأكدوا اني لا أصورهم في الجرم المشهود..!!
في الجمعة العظيمة كانت دمشق مليئة بالمتاريس.. مقسومة ومعزولة عن مدنها الريفية القريبة خوفاً من نزول المظاهرات إلى أحضانها، فاحتضنت مظاهرات أخرى في الميدان وبرزة، سقط فيها الشهداء والجرحى ولا من يستطيع الاقتراب لإسعافهم خشية قناص متمترس فوق سطح مبنى ما..
في الجمعة العظيمة أهدى الشعب السوري لرئيسه، رفضه لكل الترقيعات الإصلاحية التي حاول القيام بها، وأثبت الشعب السوري أن قانون الطوارئ لم يلغَ حقاً، لأن الأمن مازال يعشش في الحواري والطرقات يقتل ويقنص ويعتقل المتظاهرين….
في الجمعة العظيمة.. صرخ المتظاهرون أن الحرية ثمنها غالٍ دم ودموع وعذابات… وأنها لا يتم التفاوض عليها بل تنتزع من بين أسنان المتشبثين بالمصالح والكراسي والناهبين لثروات الوطن..
في الجمعة العظيمة أصبح الفرز واضحاً وعليك أن تختار
فأنت إما مع القاتل
أو مع المقتول…
في الجمعة العظيمة
قام الشعب السوري
نعم لقد قام