مما لا شك فيه أن الحرية والعدل والشورى مبادئ للمجتمع السليم والنهضة في كل المجالات فهي ضرورة كالماء والهواء والطعام أرأيتم دولة تستغني عن الماء والهواء أو الطعام ، فهي وسائل الانطلاق إلىمجتمع أفضل وحياة أرقى ونقف أولاً مع :-
الحريـــة : فبالحرية يعيش الإنسان سعيداً طليقاً يقول ما يشاء ويفعل ما يريد طبقاً لمنهج الله فالحرية ليست مطلقة ولكنها مقيدة بأدب النفس فليست الحرية البعد عن الأخلاق والقيم ولكن الحرية معناها الحقيقي في ظل الأخلاق والقيم ،والمعنى الشامل للحرية أن نعيش في مجتمع حر لا تتحكم فينا ظروف اقتصادية أو سياسية أو استعمار يأخذ خيراتنا وينهب ثرواتنا ويصادر آراءنا ولذلك تجاهد كل الدول المستعمرة من أجل الحرية أمثال فلسطين والعراق .
وللحرية الحمراء باب بكل يد مدرجه يدق
B ومن هنا يجدر بنا أن نستمع لقول المنفلوطي إذ يقول
( الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس ليعيش المجتمع سعيداً ) .
والعدل هو المحور الثاني :- لقيام دولة عظيمة فبالعدل قامت السماوات والأرض والعدل هو أن يصرف الإنسان أمور نفسه وأمور الناس على قانون لا عوج له ولا زيغ ولا استثناء ولا ظلم ولا محاباة وأن يسير أعماله على قانون إلهي لا تبديل فيه ولا تحويل .
B قال تعالى : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) ،فما أجمل أن نؤسس بيوتنا ومجتمعاتنا على العدل الاجتماعي والاقتصادي فلا نظلم أحداً ولانفرق بين غني أو فقير أو ابن رئيس أو مرؤوس الكل أمام القانون متساوون ،ورحم الله النبي الإمام العادل إذ يقول : ( والله لو أن فاطمة بن محمد سرقت لقطعت يدها ) ، والجميع يعلم سبب هذا الحديث هو المرأة المخزومية الغنية التي سرقت ولذلك أعلنها
ابن تيمية صريحة إذ يقول : ( يرفع الله الدولة العادلة وإن كانت كافرة ويذل الدولة الظالمة
وإن كانت مسلمة ) ، والحكمة الخالدة تقول : ( العدل أساس الملك ) .
وأما المحور الثالث وهو الشورى ((الديمقراطية )): فإنه لا يشك عاقل أن الشورى والأخذ برأي الشعب هذا أساس من أسس التقدم والرقي .
فالشورى مبدأ إسلامي أصيل لابد الأخذ به وأصبحت الدولة الديمقراطية أمراً مسلماً به في العمل السياسي يقر بذلك القاصي والداني .
وترسيخ هذا المبدأ يجعل الشعوب تطمئن على مستقبلها أن تعيش في مجتمع محترم آمن متفاهم وأن هذا الوطن ملك للجميع لا ملكاً للحكومة وحدها فتأتي نتيجة للمبادئ السابقة نرى الجميع يعمل ويجتهد من أجل تقدم وطنه ونفسه يحدوهم الأمل المشرق في الخير للجميع .
ولقد ثار شعب مصر فى الخامس والعشرين من يناير من اجل حريته وكرامته وتحقيق العدالة الاجتماعية لابناء شعب مصر فلقد كان الرسول واصحابه يطبقون مبدا الشورى لذا استحق عمر بن الخطاب أن يمدحه ( حافظ إبراهيم ) قائلاً :
يا رافعاً راية الشورى وحارسها
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به
جزاك ربك خيراً عن محبيها
رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها