وجاءت هذه التطورات، بعدما أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، في ما
اسماه «البيان الرقم 1»، «تأييده» لمطالب الشعب «المشروعة»، معلناً أنه «يبحث
ما يمكن اتخاذه من إجراءات للحفاظ على الوطن ومكتسباته وطموحات شعب مصر
العظيم».
وأعلن المجلس، الذي انعقد برئاسة وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي، وبغياب
مبارك بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، أنه «قرر الاستمرار في الانعقاد بشكل
متواصل لبحث ما يمكن اتخاذه من إجراءات للحفاظ على الوطن ومكتسباته
وطموحات شعب مصر العظيم».
ولم يحدث أن اصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية أي بيانات وأعطاها
أرقاما منذ حرب تشرين الأول العام 1973.
وكان هذا البيان قد أشاع ارتياحاً بين المتظاهرين، خاصة أنه تزامن مع توجه قائد
المنطقة الوسطى في الجيش المصري اللواء حسن الرويني إلى المعتصمين في ميدان
التحرير بالقول إن «كل ما تريدونه سيتحقق»، وإعلان الأمين العام للحزب الوطني
الحاكم حسام بدراوي أن مبارك قد يتنحى الليلة، في وقت سرت معلومات صحافية
عن توجهه إلى شرم الشيخ برفقة قائد الأركان سامي عنان واحتمال مغادرته البلاد
إلى دبي أو برلين.
في المقابل، نقلت قناة «العربية» عن مصادر «مطلعة» أن «الجيش المصري
سيتحرك إذا رفض المحتجون خطة لنقل السلطة من الرئيس حسني مبارك إلى نائبه
عمر سليمان».
واشنطن
وعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعيد انتهاء كلمة مبارك، اجتماعاً في البيت
الأبيض لمستشاريه الأمنيين.
وكان أوباما اعتبر، في كلمة ألقاها في مدينة ماكيت في ولاية ميتشيغن، أن «ما هو
واضح بالتأكيد هو أننا نشهد كتابة التاريخ»، مشيراً إلى أن «عملية الانتقال تحدث
لان شعب مصر يطالب بالتغيير».
وتحدث أوباما، أمام حشد من الطلاب الأميركيين، عن الشباب المصريين الذين
أطلقوا الانتفاضة قائلاً «لقد خرجوا بأعداد لا مثيل لها يمثلون مختلف الفئات العمرية
وشتى الانتماءات، ولكن الشباب كانوا في الصدارة، جيل جديد جيلكم انتم، يريدون
لأصواتهم ان تسمع»، مضيفاً «نريد أن يعرف هؤلاء الشباب وأن يعرف كل
المصريين أن أميركا ستفعل كل ما هو ممكن لدعم عملية انتقال منظمة وحقيقية نحو
الديموقراطية في مصر، ونحن نتابع الوضع».
وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ليون بانيتا اكد في
وقت سابق، خلال جلسة استماع في الكونغرس، انه «من المرجح جدا» ان مبارك
يتجه إلى التنحي مساء أمس، وأن يحل محله سليمان.
وأقر المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، على متن الطائرة الرئاسية التي
كانت تقل اوباما الى ماركيت، بأن الوضع في مصر يبقى «متقلبا جدا»، مضيف
اً «إننا نشاهد موقفا في حالة سيولة شديدة».