التوسع الأفقي والعمودي لرياضة كرة القدم في المحيط الاجتماعي لا تفسره فقط الصبغة الشعبية لهذه الرياضة
أو عوامل المتعة والرقة فيها ، وأنما يعود بالدرجة الأولى إلى الحياة الباطنية للانسان وما فطرت عليه من
نوازع رابطة للعدوان والعنف تجد متنفسها في رياضة كرة القدم التي يمكن اعتبارها حربا صغيرة وتدور
وقائعها بين إرادتين متباينتين لا تعدمان حيلة ولا جهدا من أجل انتزاع وفرض الارادة على الخصم .
فارضية الميدان وطريقة تشكيل كل فريق (ميمنة ، ميسرة ، قلب) والاداء (دفاع ، هجوم ، مناوره ، خداع)
والخطط المعده وحتى اللغة المستعمله والجمهور المشاهد كلها مظاهر تجعل من كرة القدم حربا صغيره لا
تختلف عن الحرب الأخرى الحقيقيه ، إلا من حيث الأهداف المتوخاه من كليهما والتي تكتسي في الأول طابع
المنافسه السليمة التي لا يعقبها العمل على الانتقام والأخذ بالثأر وسفك الدماء .
ظاهرة العنف في كرة القدم
كرة القدم في الواقع الأكثر عنفا بين الرياضات وقد أثبتت الاحصاءات أن أصاباتها تشكل نسبة حوالي 4% في
مقابل 1.75% للملاكمة .
وتشكل أعمال العنف في أرض الملعب بين الاعبين الشرارة التي تشعل المدرجات وتتسب في الاشتباكات
الدامية بين المتفرجين ، وهذه الظاهرة عمت كل ملاعب العالم في كل القارات ورغم كل التدابير الصارمة
المتخذة والمقترحة فأن هذه المشكلة لم تحل لأنها باتت متأصلة في النفوس ولعل الحرب بين هندوراس
والسلفادور عام (1969) تمثل الحدث الأهم الذب سببته مباراه في كرة القدم وهي أحدث شغب في العالم حيث
كلفت مالا يقل عن ثلاثة الاف ضحيه عدد الجرحى والمعطوبين اضافة الى تدمير طائرات ومبان ومنشأت .
وكانت مشكلة العنف في كرة القدم أثيرت على نطاق واسع ورسمي في عام (1967)حيث عقدت طاولة
مستديره في موناكو برئاسة أمير موناكو (رينيه) الذي قاد الحملة ضد العنف والذي عين رئيسا فخريا للجمعية
العالمية ضد العنف في الرياضه ومن التوصيات التي خرجت بها .
ـ نشر التوعيه والتثقيف بين مشاهدي مباراة الكره
ـ الحد من عوامل التأثير على الحكام
ـ فرض عقوبات صارمة من قبل الاتحادات المحلية
ـ وضع قواعد جديده في الدراسة والتجربة ، كأخراج الاعبين الذين يتلقون الانذارات من قبل الحكام ، واخراج
اللعب بعد بضع أخطاء يرتكبها ، وفرض ضربة ضربة بلانتي ضد الفريق الذي يتلقى ثلاثة انذارات ، واعطاء
الحكم حق فرض ضربة من 5 إلى 10 أمتار في كل مره يناقشه فيها الاعب ورفع الحائط عن بعض الضربات
المباشرة